نهاية أكذوبة «جهاد النكاح» | موقع بصائر GuidePedia

0






بعد كل الجدل الإعلامي الذي خلفته الشائعات حول ما سمي بـ«جهاد النكاح» في سورية، يبدو أن الجهات التي روجته مازالت مصرة على ادعاء حصوله بالرغم من كل الأدلة القاطعة التي نسفت القصة من أساسها، وأظهرت كذب وتدليس قنوات الإعلام الشيعي (الميادين، المنار، الجديد، العالم...) التي افترت الكذبة وسعت لنشرها بهدف تشويه صورة الشعب السوري الذي يقاتل لتحرير البلد من نظام بشار وحليفه الإيراني.





لكن الحديث عن «جهاد النكاح» سيشهد تطورا خطيرا بعد أن أصبحت دوائر رسمية تتحدث على أنه أمر واقع، حيث أدلى وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو بتصريحات اعتبرها متابعون مسيئةً للمرأة التونسية وللجهاد، حين قال بأن عشرات الفتيات التونسيات التحقن بصفوف مقاتلي المعارضة السورية، قبل أن يعدن إلى ديارهن حوامل -حسب الوزير- جراء «جهاد النكاح»، وهو الهراء الذي لم يستطع بن جدو أن يجد له أي سند يثبت صحته.





أما الذي ثبت بعد البحث والتحري فهو أن لا وجود لتلك الإشاعة، ليس فقط لأن كل فصائل المعارضة السورية أنكرتها، بل لأن تصريحات الوزير التونسي فندتها تصريحات صادرة من تونس أيضا، وهي لوزيرة المرأة سهام بادي، حيث نفت في حوار مع مراسلة قناة «العربية» وجود أي قرينة تشير إلى صدق تلك الإشاعة، فضلا عن التسليم بتورط تونسيات فيها؛ مؤكدة أن الوزارة شكلت خلية أزمة للوقوف على حقيقة تلك المزاعم، وتبين لها بعد التحقيق الميداني والبحث الدقيق أن الفتاة التي ذكرت وسائل إعلام سورية ولبنانية وإيرانية بأنها عادت حبلى من «جهاد النكاح» في سوريا، مجرد فبركة إعلامية.





وفي اتصال لـ«العربية» مع نعمان بن عثمان، الخبير بمعهد «كويليام» بلندن، أكد للقناة أن المخابرات الإيرانية هي من اخترعت إشاعة «جهاد النكاح» في سياق حربها الطائفية ضد أهل السنة، والهدف هو الدفاع عن نظام الطاغية، من خلال إلصاق تهم بالمجاهدين، لتشويه سمعتهم وتأليب الرأي العام في الداخل والخارج ضدهم.





وحسب بن عثمان، فإن "التنظيمات الإسلامية المقاتلة بمختلف توجهاتها تمنع منعا باتا وجود المرأة في محيط يوجد فيه رجال"، مشيرا إلى أن "وجود تونسيات في سوريا، ربما تكون له علاقة بممارسة بعضهن الدعارة قبل قيام الثورة، ولا علاقة له بالفتوى المزعومة، وهو أمر برمته يشوه الإسلام والمسلمين".





وكانت صحيفة «لوموند» قد أعدت تقريرا مطولا عن أكذوبة «جهاد النكاح»، ضمنته ما يتعلق بالفتوى التي نُسِبت للداعية محمد العريفي، والتي زعم مختلقوها أن الشيخ وجه من خلالها الدعوة إلى الفتيات المسلمات للنفير إلى سورية من أجل تقديم خدمات جنسية للمجاهدين، وأن هذا العمل يعدل في الأجر الجهاد في سبيل الله؛ وهو ما نفاه العريفي جملة وتفصيلا، مؤكدا أن لا وجود أصلا في الإسلام لهذا الأمر، وأن من يقف وراء ترويجه هم الشيعة الذين يهمهم أن يبقى بشار ونظامه المجرم حاكما على سورية لحماية مصالح طهران في المنطقة.





وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى كون تصريحات الوزير التونسي لطفي بن جدو لم تشتمل على أرقام ومعطيات يمكن الاستناد إليها لإثبات صحة الإشاعة، وإنما هي مجرد ترديد لما نشره الإعلام السوري الرسمي الذي يخوض حربا إعلامية ضد معارضيه، ويسعى للإساءة إليهم بمثل هذه الأكاذيب.





الحديث عن دور الشيعة في هذا الفيلم الهزلي يجرنا إلى الكلام عن زواج المتعة المعمول به في دين الروافض، فبحسب تعاليم العقيدة الصفوية فإن لرجالهم أن يتمتعوا بنسائهم بعقد مؤقت ولو بمدة وجيزة؛ ولأن هذا الفعل الخسيس يُعَد فضيحة كبرى في دينهم ولا مناص لهم من إنكاره بعد نسبته من كبار علمائهم لآل البيت كذبا وزورا، فإن الحل أمامهم لدفع شيء من الخزي والعار يتمثل في إلصاق اقترافه بغيرهم، عملا بمقولة "رمتني بدائها وانسلت".





الجدير بالذكر أن من بين القنوات التي اجتهدت في ترويج أكذوبة «جهاد النكاح»، قناة «الدنيا» التابعة لنظام بشار، وهي قناة بات الشعب السوري يصنفها ضمن القنوات التي تقدم كوميديا تافهة تفشل في إضحاك الصغار، وذلك بسبب ما تقدمه من أخبار وتقارير خرافية لا علاقة لها بما يجري على سطح الكرة الأرضية، وكان آخرها مسرحية «جهاد النكاح».


بقلم المشرف/ مصطفى الونسافي




صورة للمقال من جريدة السبيل


(انقر فوق الصورة لرؤيتها بحجم أكبر)





إرسال تعليق Blogger

 
Top