موسم الهجرة إلى تل أبيب.. مغاربة بين أحضان بني صهيون | موقع بصائر GuidePedia

0

   في خطوة مفاجئة، تم إلغاء رحلة كل من بوبكر إنغير، ومنير كجي، وعمر أوشن، إلى عاصمة الكيان الصهيوني المحتل «تل أبيب»، والسبب بحسب رئيس الوفد بوبكر إنغير هو عدم حصوله على ترخيص إداري، في حين أكد أوشن تعرضه لضغوط عائلية بعد الضجة الإعلامية التي أشعلها اعتزام الثلاثة التوجه إلى الكيان الإرهابي.

     أوراق من مذكرات المُطبِّعين
   الهرولة الجنونية نحو التطبيع مع الصهاينة التي برزت مؤخرا لم تكن مفاجئة لمن يتابعون هذا الملف منذ سنوات، فعدد من النشطاء الأمازيغ سبقوا إلى هذا «الفضل»، منهم كبيرهم الذي علمهم فن التذلل بين يدي عصابة القتل والإرهاب، أحمد الدغرني، الذي أسس منذ قرابة عقد «جمعية الصداقة مع إسرائيل»، ودعا إلى «طرد المغاربة من أصل عربي ونفيهم إلى صحراء الحجاز»، مضيفا بتطرف ولغة إقصائية «ليأخذوا معهم كتابهم المقدس ولغتهم المتخلفة، لأن الإسلام بمجيئه كرس نظام العبودية والاستغلال واعتبر برابرة الشمال الإفريقي مواطنين من الدرجة الثانية، بينما ليس كل الأمازيغ مسلمين»(1).
   فلسان حاله: لا مرحبا بالكتاب المقدس عند المسلمين ولا بلغتهم المتخلفة، وأهلا وسهلا بالتلمود وبتعاليم بلعم بن باعوراء، والمجد لغولدا مائير وموشي ديان ومناحيم بيغن وكل السفاحين الذين تلطخت مخالبهم بدماء أطفال فلسطين، وخلد التاريخ ذكرهم في سجل القتلة.

   مطبِّع آخر له نشاط كبير في محاولة تجميل الوجه الصهيوني الكالح، إنه العلماني المتطرف أحمد عصيد الذي كانت له لقاءات وجلسات سمر مع الصهاينة ظنها ستخفى، غير أن هذا الذي كان قد اتهم نبي الرحمة بالإرهاب فضل التواري والنفاذ بجلده من النقاش المحتدم هذه الأيام، لعلمه بما سيجره إشهار جريمة التطبيع في مجتمع معروف بولائه ووفائه لقضية أولى القبلتين، وبعدائه الشديد لعصابة الاحتلال.

     وللقناة الثانية حضور تطبيعي «وازن»..
   امتعاض المغاربة مما تقدمه القناة الثانية «2M» لا يرجع فقط لترويجها لمواد إعلامية منافية للأخلاق والذوق السليم، بل إن القناة نجحت في كسب عداوة فئات عريضة من جمهورها بسياساتها التطبيعية المكشوفة، ولم يكن بث فيلم «تنغير جيروزاليم.. أصداء الملاح»، للمخرج الصهيوني كمال هشكار، إلا أحد صور هذه السياسة.
   مقدمة الأخبار بقناة «2M» غزلان الطيبي هي الأخرى أفصحت مؤخرا عن نشاطها التطبيعي، وملأت حسابها على الفيسبوك بصور التُقِطت لها في الكيان الصهيوني، فمِن صورة أمام حائط البراق(2) بالقدس المحتلة مع تلاوة ما تيسر من طلاسم التوراة، إلى أخرى في أزقة «أورشليم» تتسكع فيها بأزياء متهتكة تساير موضة ما تسوق له «2M» في مسلسلاتها المدبلجة التي لا تنتهي..
   مذيعة القناة الثانية لا تخفي كذلك هوسها بالطقوس والرموز اليهودية والصليبية، حيث تظهر في صورة وهي مستلقية وسط مقبرة للنصارى ومحاطة بالصلبان، فضلا عن عشرات الصور التي «لا تناسب الجمهور الناشئ»، والتي تظهر في إحداها شبه عارية في خمارة.

   حين نرى مثل هذه الطينة من الإعلاميات تطلع علينا في قناة «مغربية» ممولة من جيوب الشعب، فهل نتوقع ولاء للأمة وثوابتها وهويتها، أم انسلاخا وتنكرا أو حتى تحريفا للحقائق وطمسا للوقائع؟
   مَن خبر الخط التحريري للقناة الفرنكوفونية «2M» سينجح حتما في الإجابة، وسيفهم سبب ردة الفعل التي تبديها حفنة المُطبِّعين مع بني صهيون كلما حاول بعض شرفاء الوطن كشف أوراقها، محاوِلة دفع الجُرم بادعاء وطنية زائفة سرعان ما يفضح سرابيتها تلاحق الأقوال والأفعال الدالة على قوة حبل المودة بين هؤلاء المرتابين وعصابة المغضوب عليهم.. فقد كاد المريب يقول خذوني {ولتعرفنهم في لحن القول}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- «نيشان» عدد: 7-10-2006.
(2)- الحائط الذي ربط به رسول الله عليه الصلاة والسلام دابة البراق التي حملته في رحلة الإسراء من مكة إلى القدس قبل أن يعرج به ربه إلى سدرة المنتهى، ويسميه اليهود حائط المبكى، لأنهم يقفون عنده باكين يتلون ما حرّف أحبارهم من التوراة، وتبعتهم في التسمية عدة منابر إعلامية «وطنية»!
بقلم المشرف

إرسال تعليق Blogger

 
Top