تسريبات "ويكيليكس" ما خفي كان أعظم.. | موقع بصائر GuidePedia

0


أثار نشر موقع "ويكيليكس" الإلكتروني لما يقرب من نصف مليون وثيقة عسكرية سرية تتعلق باحتلال العراق، زوبعة سياسية وقانونية واسعة حول العالم، بعد أن كان قد نشر حوالي 77.000 وثيقة عن أفغانستان.


ويتعلق الأمر بأكثر من 400.000 وثيقة في شكل تقارير ومذكرات كتبها جنود أمريكيون عن الأحداث والوقائع التي عايشوها أو شاركوا فيها أثناء تأديتهم للخدمة العسكرية بالعراق.


والموقع يتبع لمؤسسة مستقلة تختص بجمع المعلومات، وتوثيق الوقائع والأحداث المتعلقة بالقضايا العسكرية عموما، وكذا رصد التحركات والمشاريع التي تقوم بها الشركات الأمنية الخاصة.
وتكشف الوثائق المنشورة اللثام عن حجم الكارثة الإنسانية التي ألحقها العدوان الصليبي ببلاد الرافدين، كما تفضح بالدليل والبرهان مدى التغلغل الإيراني في كافة مؤسسات البلد، وحجم النفوذ السياسي والعسكري لأصحاب العمائم، والإرهاب الفظيع الذي تعرض له أهل السنة على يد عصابات القتل ومليشيات الحقد الرافضي القادمة من بلاد الثورة الخمينية، فالحرس الثوري و"فيلق القدس" الإيرانيان باتا من الأسماء التي تثير الرعب في نفوس العراقيين، بسبب سجلهما الإرهابي حتى قبل الغزو الصليبي الأخير، إذ عانى العراقيون كثيرا من جرائمهما الوحشية إبان الحرب العراقية الإيرانية.


وقد تردد اسم شركة "بلاك ووتر" على كثير من صفحات الموقع كجهة مسؤولة عن عدة جرائم بحق مدنيين عراقيين، ولمن لا يعرف وظيفة "بلاك ووتر" في العراق، فهي -حسب التعريف الرسمي- "شركة أمنية متعاقدة مع قوات التحالف لغرض الحماية الشخصية للقادة السياسيين والعسكريين"، أما على أرض الواقع فهي عصابة من القتلة المأجورين المتخصصين في الأعمال القذرة.
كما أشارت الوثائق إلى تحَمُّل المالكي لجزء كبير من المسؤولية عن الإرهاب الذي تعرض له أبناء العراق من الطائفة السنية، فالمالكي -الذي لا يزال إلى الآن عاضا بنواجده على كرسي حكومته العميلة- يدير ويشرف شخصيا على توجيه الأوامر لفرق اغتيالات تابعة لمكتبه، وهي على صلة مباشرة بتعذيب وقتل العراقيين السنة؛ كما جاء في الوثائق أدلة على تورط مليشيات شيعية عراقية في تصفية عوائل كاملة لمجرد كونها سنية، في إطار ما بات يعرف بحملات القتل على الهوية، وهي: "منظمة بدر" التابعة للمجلس الأدنى للثورة المجوسية (كما يسميه العراقيون)، و"جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر، ومليشيا تابعة لحزب الفضيلة، إضافة إلى تنظيم "حزب الله" اللبناني، وعلى ذكر الأخير فإن عدة تقارير صحفية كانت قد أشارت سنة 2004 إلى ضلوعه في تدريب ودعم "منظمة بدر" من خلال إرسال عدد من قادته الميدانيين المختصين في صنع المتفجرات وتفخيخ السيارات.
ولم ينكر المالكي ما أوردته الوثائق من شواهد وقرائن تدينه بارتكاب جرائم بشعة بحق الشعب العراقي، وإنما أدلى بتصريحات مرتبكة متناثرة زعم فيها أن الأمر مُسَيَّس بهدف حرمانه من تشكيل الحكومة الجديدة (!!)،علما أن الرجل المعروف بإخلاصه الشديد لسلطة طهران، معروف أيضا بارتكاب فظاعات وجرائم بشعة، لا سيما بعد فضيحة معتقل المثنى السري، حيث تبين أن قوات أمن خاصة بمكتبه متورطة في خطف مئات العراقيين، ورميهم في ذلك المعتقل الرهيب، ومن تم تعريضهم لألوان من العذاب، بلا ذنب سوى حبهم لأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ويرى كثير من المراقبين أن الوثائق لا تحمل جديدا بوجه عام، باستثناء بعض التفاصيل المتعلقة بزمان ومكان بعض الجرائم، وأسماء الجهات والأشخاص المتهمين بارتكابها، أو الذين كانوا ضحية لها، وفي المقابل تؤكد الهيئات والمنظمات المستقلة التي تعمل في الميدان الحقوقي والإنساني، سواء داخل العراق أو خارجه، أن الإحصاءات والأرقام المتعلقة بالقتلى والجرحى -ضحايا العدوان الصليبي الرافضي- أقل بكثير من العدد الحقيقي، فهيئة علماء المسلمين مثلا، تؤكد من خلال وثائق ومستندات حصلت عليها من مصادرها الخاصة، أن ما لا يقل عن مليون عراقي سقطوا ضحية إرهاب أمريكا وإيران، علاوة على آلاف المفقودين ومجهولي المصير، أما المعتقلون بغير تهمة ولا محاكمة، والذين يتعرضون لأبشع صنوف التنكيل على يد أحفاد المجوس، فتلك قصة أخرى.
ولعله من نافلة القول أن نذكر إيران كممول وداعم لكل تلك العصابات الإجرامية، أو التذكير بأن سلاحها ليس موجها لقوات الاحتلال، وإنما هو -فقط- لتصفية أهل السنة والجماعة، أو النواصب (التسمية التي يطلقها الرافضة على أهل السنة)، فبعد فتوى "تحريم مقاتلة قوات التحالف" التي تفوه بها الحاخام الأكبر السيستاني، القابع في جحره بالنجف، لم يعد أمام كل أولئك القتلة إلا الإذعان لقول "حجة الزمان"، ولنتذكر هنا الخلاف الذي حصل بين مقتدى الصدر والسيستاني، حين تمرد الأول في البداية على الفتوى وسمح لكلابه بمشاغبة الأمريكان والبريطانيين في كربلاء والنجف والديوانية، قبل أن تستدعيه طهران على وجه السرعة، ليعود بعد عدة أشهر بغير الوجه الذي ذهب به، حيث انقلب موقفه 180 درجة، فتوقفت عصابته فورا عن "مقاومة" المحتلين، وعادت مياه التواطؤ الأمريكي الإيراني إلى مجاريها.
وقد تُطرح عدة تساؤلات مشروعة حول ما سبق، من قبيل الاستفهام حول ما دار بين الصدر وحكام الدولة الصفوية، وسبب الاشتباكات التي وقعت بين عصابة "جيش المهدي" وقوات الاحتلال، وأيضا سر تعاون "العدوين اللدودين" أمريكا وإيران، لكن المتتبع لمجريات الصراع الدائر على أرض الرافدين يستطيع إدراك كثير من التفاصيل التي يستعصي فهمها على البعض، فالمرجح من استدعاء الصدر أن حاخامات الثورة الخمينية قد وجهوا له حينها خطابا شديد اللهجة بضرورة الخضوع لفتوى السيستاني، خشية إغضاب سادة البيت الأبيض، وقد تبين فيما بعد أن سوء تفاهم حول أحقية هذا الطرف أو ذاك ببسط نفوذه على مناطق مؤيدة للتيار الصدري هو ما دفع بمليشيا مقتدى للتمرد المؤقت على الاحتلال، أما كل تلك التصريحات النارية التي كان يطلقها الصدر وممثلوه ضد الغزاة، فلا تعدو أن تكون خطبا رنانة، وتهديدات فارغة، وفقاعات إعلامية، تماما كتلك التي دأب الجميع على سماعها آلاف المرات من أحمدي نجاد وأخيه من الرضاعة الصفوية حسن نصر، والتي يهدف الرافضة من ورائها إلى دغدغة عواطف السُّذج من المسلمين.
وعن سر التعاون فلا تسَل، فبعدما قدَّمت إيرانُ أفغانستانَ والعراق لأمريكا على طبق من ذهب، وتآمرت وقتلت وعذبت الأعداد الهائلة من المسلمين في البلدين إرضاء للمجرم الأرعن بوش الصغير، فقد برهن الرافضة بامتيازٍ أنهم شيعة آل البيت الأبيض.
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد قال، وهو الذي لم يشهد جراح الأمة في أفغانستان والعراق: ".. وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم" انتهى كلامه رحمه الله. "منهاج السنة النبوية" (3/378).
أما من عندهم مشكلة مع ابن تيمية، ويرون في كلامه ما "يفرق بين المسلمين" و"لا يخدم وحدة الأمة"، فليصدقوا -على الأقل- جوليان أسانج (مؤسس موقع "ويكيليكس") فإن لم يصدقوا لا كُتب ابن تيمية، ولا وثائق جوليان، وأبَوا إلا أن يصموا آذانهم ويستغشوا ثيابهم إزاء كل خيانات الروافض لأمة الإسلام منذ جدهم ابن سبأ اليهودي إلى عصر الملالي وآيات الشيطان، فهذا سيف الغدر الرافضي لا زال يقطر من دماء المسلمين.. والسيف أصدق أنباء من الكتب.

إرسال تعليق Blogger

 
Top