عيد الفطر.. أحكامه وآدابه | موقع بصائر GuidePedia

0







الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:





فبمناسبة عيد الفطر السعيد أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين بالسعادة والعزة والخير والبركات والعودة الحقة إلى دينه سبحانه، أذكر إخواني المسلمين بجملة من آداب وسنن العيد مع التنبيه على بعض البدع والمعاصي التي تقع في العيد مع ملاحظة إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد؛ فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد العون والسداد:





عليك أخي المسلم بالحرص على إخراج زكاة الفطر التي جعلها الله عز وجل طهرة للصائم من اللغو والرفث قبل صلاة العيد.


واحرص على أدائها من طعام قوت أهل بلدك تلبيةً لتوجيه نبيك حيث فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ.





يقول أبو سعيد الخدري كما في صحيح البخاري: "كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ" وإن عيد الفطر عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ و قد قال الرسول صلى الله علبه وسلم لأبي بكر في قصة الجاريتين اللتين كانتا تغنيان عند النبي صلى الله عليه وسلم: "دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" رواه البخاري.


وعن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يوم عرفة وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام".





وأما أحكام عيد الفطر و آدابه:


فأولها: التكبير يوم العيد؛ ويبتدأ من ثبوت العيد وينتهي بصلاة العيد، وقد قال الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة، الآية:185).


وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً) و(الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد) ويحسن الاقتداء بها وما عدا ذلك من صيغ التكبير والزيادات التي نسمعها في كثير من المساجد فلم أقف لها على إسناد.





ثانيا: الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب لذلك.





ثالثا: الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة عيد الفطر.





رابعا: الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر.





خامسا: صلاة العيد في المصلى هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحرص عليها وادع لها، وإن صليت في المسجد لسبب أو لآخر جاز ذلك.





سادسا: اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى الحيض و العواتق وذوات الخدور من النساء لِما جاء في صحيح مسلم: "عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَمَرَنَا ـ تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ".





سابعا: أداء صلاة العيد ركعتان، يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات، ويقرأ الإمام فيهما سورة الأعلى والغاشية كما في صحيح مسلم: "عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ".





تاسعا: الاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد سنة ومن لم يحضر الخطبة وقام بعد الصلاة فلا ضير عليه.





عاشرا: التهنئة بالعيد ثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم، ولم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح، وأما عن الصحابة فعن جبير بن نفير قال: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك" قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: إسناده حسن.





واحرص أخي المسلم على اجتناب البدع والمنكرات في كل حين إذ "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في الناركما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.





ومن بدع العيد: 


أولا: التكبير بالعيد بالمسجد أو المصلى بالصيغ الجماعية على شكل فريقين يكبر الفريق الأول ويجيب الفريق الآخر، إذ هذه طريقة محدثة، والمطلوب أن يكبر كل واحد بانفراد ولو حصل اتفاق من غير قصد فلا ضير، وأما على الطريقة المسموعة: يكبر فريق و الآخر يستمع حتى يأتي دوره فهي بدعة.





ثانيا: زيارة القبور يوم العيد وتقديم الحلوى و الورود و الأكاليل و نحوها على المقابر كل ذلك من البدع والمحدثات لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما زيارة القبور من غير تقييد بوقت محدد فهي مندوبة مستحبة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة".





ثالثا: تبادل بطاقات التهاني المسماة (بطاقة المعايدة) أو كروت المعايدة من تقليد النصارى وعاداتهم و لقد سمعت شيخنا العلاَّمة الألباني تغمده الله بالرحمة نبه على ذلك، فاحرص أخي المسلم على مجانبة طريق المغضوب عليهم والضالين، ولتكن من الصالحين السائرين على الصراط المستقيم.





ومن معاصي العيد:


أولا: "تزين" بعض الرجال بحلق اللحى، إذ الواجب إعفاؤها في كل وقت، والواجب أن يشكر المسلم ربه في هذا اليوم ويتمم فرحه بالطاعات لا بالمعاصي والآثام.





ثانيا: المصافحة بين الرجال و النساء الأجنبيات (غير المحارم) إذ هذا من المحرمات والكبائر، وقد جاء في الحديث الصحيح كما في المعجم الكبير للطبراني وغيره: "لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ".





ثالثا: ومن الإسراف بذل الأموال الطائلة في المفرقعات والألعاب النارية دون جدوى، وحري أن تصرف هذه المبالغ على الفقراء والأرامل والأيتام والمساكين والمحتاجين وما أكثرهم وما أحوجهم!





رابعا: انتشار ظاهرة اللعب بالميسر والمقامرة في بعض الدول يوم العيد، وخاصة عند الصغار، وهذا من الكبائر العظيمة فعلى الآباء مراقبة أبنائهم في هذه الأيام وتحذيرهم من ذلك.




تقبل الله مني ومنكم


وكل عام وأنتم بخير




من رسالة لـ: د. عاصم بن عبد الله القريوتي، بتصرف

إرسال تعليق Blogger

 
Top