إيران والغرب.. صراع أم وفاق؟ | موقع بصائر GuidePedia

0






مرت العلاقة بين إيران والغرب في القرن الماضي بعدة محطات فاصلة، عرفت توترا وتشنجا تارة، وتناغما وتوافقا في المصالح تارات أخرى كثيرة؛ ويبقى الصراع الأمريكي الإيراني -أو هكذا يبدو- هو الأبرز في تاريخ علاقة إيران بالغرب، باعتبار المحطات الحافلة بالأحداث بين البلدين، حيث انتقلت من التقارب والتعاون إبان حكم الشاه محمد رضا بهلوي، إلى الجفاء والعداء بعد ثورة 1979، الثورة التي قادها الخميني بعد أن خطط لها انطلاقا من محضنه في فرنسا التي دعمته دبلوماسيا ومخابراتيا.





لكن المتابع لفصول الصراع بين "محور الشر" و"الشيطان الأكبر" يدرك يقينا أن ما يبدو في العلن تناحرا وعداء لا يعدو أن يكون في حقيقته خداعا إعلاميا يضمن به البلدان تمرير صفقات واتفاقيات تحت الطاولة، ولا أدل على ذلك مما عُرِف بفضيحة "إيران كونترا"، وهي الصفقة التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغن سنة 1985، اتفاقا مع إيران لتزويدها -عن طريق الكيان الصهيوني- بالأسلحة دعما لها في حربها مع العراق، حيث كان الاتفاق يقضي بمنح إيران ما مجموعه 4000 صاروخ من نوع "تاو" المضاد للدروع.





وقد عقد جورج بوش الأب، الذي كان حينها نائبا للرئيس ريغن، هذا الاتفاق عند اجتماعه برئيس الوزراء الإيراني في ذلك الوقت أبو الحسن بني صدر في باريس، وهو اللقاء الذي حضره المدعو آري بن ميناشيا، مندوب عن جهاز المخابرات الصهيونية "الموساد"، والذي كان له دور رئيسي في نقل تلك الأسلحة من الكيان الصهيوني إلى إيران.





ففي غشت سنة 1985، تم إرسال 96 صاروخا من نوع "تاو" من الكيان الصهيوني إلى إيران على متن طائرة من طراز "DC-8".


وفي نونبر من نفس السنة، توصلت إيران بـ18 صاروخا تم شحنه من البرتغال والكيان الصهيوني، تبعها شحن 62 صاروخا، وتوالت الشحنات على دفعات متفرقة بمنتهى السرية حتى لا يفتضح أمر الأصدقاء في عالم يحسبهم أعداء.










لم تنس إيران هذا الجميل من الأمريكان والصهاينة، فردته لهم بأحسن منه حين مهدت الطريق لجحافل الصليب كي تغزو كلا من أفغانستان والعراق على التوالي، ولم يجد الإيرانيون غضاضة في الاعتراف بهذه الخيانة العظمى لأمة الإسلام، حيث صرح محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، بحقيقة العلاقة بين نظام الملالي وسادة البيت الأبيض، قائلا: "لولا التعاون الإيراني، لما استطاعت أمريكا أن تدخل أفغانستان أو العراق بهذه السهولة".





ويتواصل التعاون والتوافق بتأمين الأمريكان لزيارة "عدوهم اللدود" محمود أحمدي نجاد للعراق سنة 2007، ويستمر التنسيق بين البلدين في دعم شرذمة المرتزقة الذين جاءوا إلى عاصمة الرشيد على ظهور دبابات بني الأصفر ليسوموا أهلها سوء العذاب، وليُصْلوهم نار المجوس انتقاما لأجدادهم الذين داس تلاميذ المصطفى رؤوسهم؛ بل إن كل من تعاقبوا على حكم العراق -بعد إعدام صدام رحمه الله- ما هم سوى عملاء لأمريكا وإيران معا، مِن إياد علاوي الذي أحرق أطفال الفلوجة، إلى إبراهيم الجعفري الذي شهدت فترة حكمه ارتفاعا مهولا في عدد مجازر فرق الموت الشيعية بحق أهل السنة، وصولا إلى العميل الحالي نوري المالكي الذي يقود البلد بسياسة الأرض المحروقة بتعليمات مباشرة من غرفتي العمليات في كل من قم وواشنطن، هناك حيث يخطط الحليفان لتدمير حضارة عراق الخلافة، وكذلك يفعلون في أفغانستان؛ وبعد كل هذا، يحق لنا نحن أمة الإسلام أن نشتكي هذا العدوان السافر إلى منظمة الأمم المتحدة، مثلما يحق لنا أن ننتظر بهدوء تام ما سيسفر عنه اجتماع الكبار لتقرير مصيرنا تحت قبة مجلس أمنهم ورعبنا.





واليوم، تستمر مسرحية العداء الزائف بين آل كسرى وآل البيت الأبيض، ويستمر الغباء معششا في كثير من عقول أبناء أمتنا الحالمين بوحدة مع غربان الخراب، وتستمر مأساتنا في أفغانستان والعراق والشام.. إلى أن يستبدل ربنا قوما غيرنا.


بقلم المشرف/ مصطفى الونسافي






(انقر فوق الصورة لرؤيتها بحجم أكبر)






إرسال تعليق Blogger

 
Top