سقوط حزب العدالة والتنمية.. كيف، ولماذا؟ | موقع بصائر GuidePedia

0

 

   مصطفى الونسافي - مقال رأي

   {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}.
المقصودون في الآية أعلاه هم أهل النار حين يستغيثون الله أن يردهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، ولو كان من أهل الدنيا من ينطبق عليه هذا المعنى إلى حد كبير فهم السياسيون الفاسدون.

في المغرب، بعد مضي أكثر من ستة عقود على "الاستقلال"، ما زلتَ قادرا على لمح أحياء صفيحية بائسة تطوق عددا من مدن المملكة، وما زلت عاجزا عن إيجاد أسباب تفسر "فشل" الدولة بعد كل تلك السنين في إنشاء نظام تعليمي ناجح، وإقامة بنية تحتية صحية تليق بالآدميين، وبناء اقتصاد قوي يضمن لأبناء الشعب عيشا فوق عتبة الفقر بقليل.

في المغرب، الجميع يعلم أن ملايير الدراهم تجنيها الدولة من موارد أغلبها طبيعي لم تتعب في إنشائه، لكن "لا أحد" يعلم #أين_الثروة.
حزب العدالة والتنمية خسر الانتخابات لأنه لم يحقق للشعب ما وعده به، بسبب التماسيح والعفاريت؟ ربما، لكن كان بإمكانه تسمية الأشياء بأسمائها والانسحاب إلى المعارضة عوض المراوغة والالتصاق بالكراسي لولايتين متتاليتين دون أن يحقق خطوة حقيقية لإضعاف تلك القوى..!

صحيح أن في الحزب شرفاء صادقين في قصد الإصلاح، لكنهم ضعاف وعاجزون وفاقدون للأهلية، ولا يمكنهم إحداث تغيير يذكر في مواجهة سيل الفساد الجارف والراسخة أقدامه في دواليب السلطة.

الشعب في عمومه تعرض لطعنات يرى أن للحزب يدا إما فيها مباشرة، وإما في تبريرها وعدم مواجهتها واتخاذ اللازم قانونيا ودستوريا للحيلولة دون وقوعها، أو على الأقل محاسبة من يقف خلفها بعد حصولها.

ومن أمثلة ذلك: صمت الحزب المطبق عما حصل في الريف في 2017، وما تلاه من زج لمئات الشبان في السجون لمجرد تظاهرهم مطالبين بحقوق أساسية متعلقة بالبنية التحتية في مناطقهم بعيدا عن أي تسييس.
تجاهل الحزب للخروقات الكبيرة في ملف حقوق الإنسان، خاصة ما يتعلق منها بحرية الصحافة في التعبير عن رأيها، إذ تعرض عدد من كبار الصحفيين والحقوقيين للاعتقال، أو المنع من العمل، أو التضييق..
وثالثة الأثافي تمرير قانون تقنين القنب الهندي، وتوقيع اتفاقية التطبيع مع الصهاينة.

الحزب يقول للمغاربة "إن المقاطعة ستمنح للفاسدين فرصة للصعود إلى الحكم"، وماذا فعلتم أنتم في الحكم لعشر سنين؟! حتى الدين الذي قد يكون أكثر شيء اطمأن المصوتون عليكم إلى أنكم ستعيدون له مكانته لم تحفظوه، إعفاء لعشرات الأئمة المنتقدين للفساد، إغلاق المساجد ومنع صلاتي العيدين بحجة كورونا التي يا سبحان الله لا توجد في المقاهي والملاهي والتجمعات الانتخابية الحاشدة، منع لمس المصاحف في المساجد مع السماح بتوزيع ملايين المنشورات الانتخابية ولمسها وتداولها دون أدنى احتراز...
 
ستقولون "إن وزارتي الداخلية والأوقاف مكلفتان بهذه الإجراءات ولا دخل لنا"، إذًا اخرجوا إلى العلن وصرحوا بذلك بوضوح، أو قدموا استقالاتكم من حكومة لا تملكون فيها حلا ولا عقدا، أم أن الكراسي الوثيرة تستحق سكوتكم وخداعكم للشعب؟
 
لقد خسرتم الحكومة، وخسرتم حتى المعارضة، وأخشى أن يكون الخسران قد امتد إلى آخرتكم، إن لم تصححوا المسار.
شخصيا، لم أشارك يوما في المهزلة، ولن أشارك ما دامت الحكومات محكومة، والاقتصاد مبنيا على الريع، وربط المسؤولية بالمحاسبة أكبر كذبة.
التالي
هذا هو أحدث موضوع.
السابق
رسالة أقدم

إرسال تعليق Blogger

 
Top