عودة طالبان | موقع بصائر GuidePedia

0


مصطفى الونسافي - مقال رأي

   في الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001، تعرضت أمريكا لهجمات بطائرات تجارية، اثنتان منها "دمرتا" برجي التجارة في نيويورك، وما زالت إلى اليوم تحوم الشكوك حول المدبر الفعلي والمنفذ الحقيقي لهذا الحدث غير المسبوق.

   طلع الرئيس الأمريكي حينها، مجرم الحرب جورج بوش الصغير، ليتوعد العالم الإسلامي بالعذاب الشديد، بل قسم العالم بأسره إلى فسطاطين، فسطاط معه ومع علوه في الأرض وفساده وإجرامه، وفسطاط ضد عقيدته وسياسته وأفكاره فهو إرهاب وتطرف وجب استئصاله حسب رؤيته الصليبية.

   بعد الأحداث بأقل من شهر، وتحديدا يوم 7 أكتوبر، انطلقت جحافل أمريكا العسكرية بمعية جيوش دول أخرى غربية وشرقية في إطار تحالف دولي، انطلقوا لدك القرى البدائية في جبال أفغانستان وقفارها، هناك حيث حركة طالبان وتنظيم القاعدة، اللذان خرجا للتو من حرب طاحنة ضد السوفيات ومليشيات تحالف الشمال الشيعية المدعومة من إيران؛ وقد كانت الحركة والتنظيم إبان مقارعة السوفيات مجاهدين في عيون أمريكا وحلفائها ودُماها في العالم العربي، حتى إن السعودية كانت تتزعم وتنظم حملات منتظمة لتحريض مواطنيها ومواطني باقي الدول الإسلامية على النفير للجهاد ضد الكفار السوفيات، ولم يكن رأس هذا التحريض وقتها سوى ملك السعودية الحالي، الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

    فسبحان الله، كيف انقلب مجاهدو الأمس القريب إلى إرهابيين مطارَدين مغضوب عليهم!

   ثم كان ما كان، توكلت طالبان على ربها كما اعتادت أن تصنع مذ نشأت، فقاومت الاحتلال الجديد، وها هي بعد قرابة عقدين من الجهاد تعود لتبسط نفوذها على وطنها.. أفغانستان، وها هي أمريكا تجر أذيالها كأن لم تكن يوما على تلك الأرض.

   وقد قالها زعيم الحركة، الراحل الملا عمر: "لقد وعدَنا بوش بالهزيمة، ووعدنا الله بالنصر، وسنرى أي الوعدين أصدق".

إرسال تعليق Blogger

 
Top