تطرف السلفية والعودة بالبلد إلى الوراء | موقع بصائر GuidePedia

1


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،


فقد تردد هذا التعبير في الآونة الأخيرة وخصوصاً بعد أحداث الكنيسة، حيث سلطت وسائل الإعلام الضوء على بعض دعاة السلفية، وكأن الدنيا نامت نومة طويلة ثم استيقظت فجأة على وجودهم وخطرهم، حتى عبّر بعض الإعلاميين على أن السلفيين قد اكتسحوا نصف البلد، وتخوَّف البعضُ من أن تكون الحملة الإعلامية مقدِّمة لاعتقال قادة السلفيين، وتوطئة لانتهاء شهر العسل -كما يصفون- بين النظام والتيار السلفي ومحاولة لتوريطه في أحداث الكنيسة، أو دفعه لارتكاب صور من العنف والتحوُّل من السلمية والعلنية إلى عمل تنظيمي مسلح.


والعجيب في الأمر أن يتنادى كثير من الليبراليين والعلمانيين والديمقراطيين، الذين يقولون بالرأي والرأي الآخر، وبعضهم يعلن أنه على استعداد لأن يبذل روحه ثمناً لأن تقول رأيك، ولكنهم يقفون مع السلفيين موقفاً آخر؛ فتراهم يسْتَعْدون الدولة لقصف رقاب السلفيين وإبادتهم!! حتى لا يبقى لهم حس ولا خبر؛ وذلك لأنهم أخطر عند المثقفين والتنويريين والمبدعين من كل صور الكفر والباطل والضلال التي تعج بها الحياة، والتي وردت في الكتاب والسُنة موصوفةً بالإجرام؛ وبأنها السبب في دمار البلاد والعباد، ولعل الدافع لذلك هو العداء بين الكفر والإيمان والباطل والحق والسُنة والبدعة وبين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن.


وقد يكون السبب سحب البساط من تحت أقدام العلمانيين والشيوعيين، رغم تملكهم وسائل الإعلام وأدوات التوجيه، ومهما يكن من أمر فسيبقى الاتهام بتطرف السلفية والعودة بالبلد إلى الوراء يتطلب الوقوف مع كل كلمة؛ حتى نستبين مواضع الأقدام، ونعرف من المتطرف بحق، ومن الذي يدمر البلد، ولا يكتفي بإعادتها إلى الوراء؟ وننكف عن إرسال التهم على عواهنها.


ولذلك كانت هذه الوقفات:


أولاً: ما معنى التطرف والغلو؟ وما هو العدل والاعتدال؟ ومن الذي يُمسك بيده الميزان؟
مجاوزة الحد قد تكون إفراطاً أو تفريطاً، غلواً أو جفواً، والعدل أساس الملك وبه قامت السموات والأرض، قال -تعالى-: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:8]، وقد أمر -سبحانه- بالعدل، ونهى عن الظلم حتى مع الكافر، والظلم ظلمات يوم القيامة؛ ولذلك حرمه -سبحانه- على نفسه، وجعله بين العباد محرماً فقال: "وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا" [رواه مسلم]


- وقد شاع استخدام مصطلح التطرف، وصار يُطلق على الملتحي والمنقبة والمحجبة، وعلى من يطالب بالرجوع للكتاب والسُنة، وتطبيق شرع الله، ويرفض الرقص والاختلاط ومصافحة النساء الأجنبيات!! وترى المتبرجة تتهم المحجبة بالتطرف!! والعلماني والليبرالي والديمقراطي والشيوعي كلهم يتهم من يطالب بتطبيق شرع الله بالتطرف!! والأمريكان يتهمون المسلمين بالتطرف، وربما استخدموا المترادفات مثل الأصوليين والظلاميين والرجعيين والمتخلفين والإرهابيين!!


وهكذا صار الحبل على الغارب، وصار القاضي جَلاَّداً، وصارت هذه المصطلحات في قمة الابتذال، وإلا فهل من انطمست بصيرته، وسفهت نفسه، وضل عقله، وأظلم قلبه يصلح لأن يكون مقياساً وميزاناً؟! فالحق والنور والهُدى يُعرف من خلال الرجوع لكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:52]، وقال -جل وعلا-: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام:122]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ" [رواه مسلم].


- وتبعاً لهذا الميزان فإن الذي يوصف بالتطرف الحليق لا الملتحي، والمتبرجة لا المنقبة، والليبرالي والديمقراطي والعلماني لا الذي يطالب بتطبيق شرع الله، والأمريكاني واليهودي والنصراني لا المسلم، لا أدرى لماذا أتذكر دائماً ما يفعله الصغار إذا شتمهم أحد فإنهم يسارعون بالقول: «من يَشتِم يَشتم نفسَه، ومن يَسُب يَسبُ نفسه»، {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس:23].


- فالحق مقبول من كل من جاء به، والباطل مردود على صاحبه كائناً من كان، والحق ما وافق الكتاب والسُنة. وهذا قمة الاعتدال والاتزان، وهو حرىٌ بإمساك الميزان لضبط الأقوال والأفعال، لا العاصي الفاجر أو الملحد الزنديق.


ثانياً: السلف هم الصحابة، ومن تابعهم بإحسان من سائر قرون الخيرية وأئمة الدين العدول، والسلفيون من تابعوهم على هذا الفهم إلى يومنا هذا من أهل السُنة والجماعة، {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106]، قال ابن عباس: «تبيض وجوه أهل السُنة والجماعة، وتسوَدُّ وجوه أهل البدعة والفُرقة».


وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف وما لم يكن يومئذ ديناً فليس اليومَ ديناً، ولن يصلح آخرُ هذه الأمة إلا بما صلح به أوَّلُها. وهذا هو مقياسنا لفهم الكتاب والسُنة.


فالضابط عندنا ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، والصحابة الكرام -رضي الله عنهم أجمعين-؛ فهُم عن عِلْمٍ وقفوا، وببصرٍ نافذٍ كَفُّوا، وقد كانوا أبرَّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقّها علماً، وأقلَّها تكلفاً.
فلا تصلح الصوفية، ولا الشيعة، ولا الخوارج، ولا المعتزلة، فضلاً عن اليهود والأمريكان، والعلمانيين، والشيوعيين، ميزاناً ومقياساً، ولا ضابطاً للأقوال والأفعال.


- ونحن لا نفاصل ولا نساوم على هذا المنهج الإيماني؛ فقد وصفهم -سبحانه- بقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" [متفق عليه].


والقواعد التي كانوا عليها معصومة بعصمة الكتاب والسُنة، أما هم فلم يكونوا معصومين -رضوان الله عليهم أجمعين-، قال -تعالى-: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة:100].


ثالثاً: من سمات المنهج السلفي التقدم لا الرجوع إلى الوراء، وذلك فيما يقبل التقدم والتحضر والتطور.
فلا مانع عندنا من صنع الصاروخ، وركوب الطائرة، وامتلاك السلاح النووي. والعلومُ النافعةُ كالزراعة والصناعة والهندسة والطب تؤخذ مِن كل مَنْ أفلح فيها، أما علوم الهداية فلا تؤخذ إلا من الكتاب والسُنة، ولذلك فنحن نفرق جيداً بين العبادات والمعاملات؛ فالعبادات الأصل فيها التوقيف والحظر، أما المعاملات فالأصل فيها الإباحة إذا روعيت ضوابطها الكلية.


نريد إقامة حضارة على منهاج النبوة، وعلى أساس تعبيد الدنيا بدين الله، قال -تعالى-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9]، أي للتي هي أَسَدُّ وأعْدَل، وقال -سبحانه-: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} [البقرة:63]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ" [رواه مسلم]، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ" [رواه أحمد، وصححه الألباني].


القرن الحادي والعشرون لا يمنع من تطبيق شرع الله، والتطوُّرُ والتحضرُ لا يعني الاستهزاء باللحية والنقاب، ومواجهة الأزمات والمشكلات لا تعني تطبيقَ الديمقراطية والانسلاخَ من دين الله.


لقد عاشت الأمة أزهى عصورها في ظلال الشريعة، ثم لما تنكَّبتْ الصراطَ صارت كاليتيم على موائد اللئام، وصار البعض حرباً على إسلامه ودينه؛ يريد دولة مدنية تحتكم لآراء البشر وترفض حكمَ خالق البشر، ويستورد ديمقراطية يونانية ظلامية رجعية متخلفة بدلاً من العمل بإسلامه الذي رضيه لنا ربُّنا ديناً.


طائفة من جلدتنا وتتكلم بلساننا صارت كالببغاوات تقلد الغرب تارة، والشرق تارة أخرى، وتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، يصدق عليها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ" [متفق عليه]، والحديث من دلائل نبوته -صلوات الله وسلامه عليه-.


رابعاً: الحضارة التي يعيشها الغرب هي حضارة القلق، والبشرية اليوم مازالت أشبه بأطفال يلعبون بساحل البحر وهم يجهلون أعماقه، ونحن قوم لا نقبل تخييل الأعداء، ولا استيراد البضائع الفاسدة المتخلفة كالديمقراطية والليبرالية والعلمانية.


- فماضينا هو أفضل عصورنا، وهو لا ينفصل عن حاضرنا ومستقبلنا، وهذه هي الأصالة التي لا تنفصل عن المعاصرة، والثبات على المبدأ، فلسان الحال والمقال ينطق «رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً».


وليس في واقع الأفراد والأمم والجماعات المنسلخة عن الإسلام -قديماً وحديثاً- ما يُبْهِر، فقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم شعيب انتقلوا إلى الله غير مأسوف عليهم، رغم أنهم شيدوا المصانع، وأقاموا الحصون، وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً، قال -تعالى-: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} [العنكبوت:40]، وقال -جل وعلا-: {فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِين} [القصص:58]، وقال -تعالى-: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]، وقال -سبحانه-: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء:16].


وفرعون وقارون وهامان، بُسِط لهم في الجاه والسلطان، فما أغنى عنهم جُمْعُهم وما كانوا يكسبون، فقد غرق فرعون الذي كان يدعي أن الأنهار تجري من تحته فأجراها ربنا من فوق رأسه، ومات يوم مات وهو يقول: {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس:90]، فقيل له: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ . فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} [يونس:91، 92]، وقال -سبحانه- بشأن قارون: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص:81].


وإذا انتبهت إلى الغرب والأمريكان فستجد التلويح بحرب صليبية جديدة، واتهام الإسلام بالإرهابية، وشن الحروب على المسلمين في أفغانستان والعراق وفلسطين؛ انتهاك أعراض، وقتل للشيوخ الرُكع، والأطفال الرُضع، وفرْضٌ للديمقراطية اللواطية، والحريات العفنة. فهل هذا هو التطور الذي ننشده؟!


ومتى كان الرقص والغناء والاختلاط والعُرى والخلاعة وارتداء البدلة عنواناً لتقدم الشعوب ؟!


يا قوم: ما تقدم من تقدم إلا بطاعة الله، وما تأخر من تأخر إلا بمعصية الله، ما قيمة أن نكسب الدنيا ونخسر الآخرة، وما قيمة أن نرضي الغرب بسخط خالق الأرض والسموات؟!


إن المعصية هي لذة ساعة وألم دهر، ومن السفه أن يبيع الإنسانُ دينَه بدنيا لا بقاء لها ولا وفاء، وأشد سفهاً من يبيع دينه بدنيا غيره.


نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ::: فلا ديننا يبقى ولا ما نرقعه
فطوبى لعبد آثر الله ربه ::: وجاد بدنياه لما يتوقعه


{يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر:39]، {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف:31]، واستقيموا يرحمكم الله، {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان:33].
وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


المصدر: موقع الشيخ سعيد عبد العظيم
www.al-fath.net




إرسال تعليق Blogger

  1. لقد اظهر الله الحق في مدة لم يتصورها النظام البائد بافتراءهم على اهل الحق ومحاربة الدعوة المباركة من عند الله سبحانه وتعالى وهاهم رموز الفساد والخيانة يدخل الواحد تلوى الاخر في غيابات السجن ونسال الله ان يذلهم كمان وكمان وينصر الاسلام والمسلمين اللهم امين

    ردحذف

 
Top