توصيف دقيق وتحليل عميق لواقع الأمة اليوم!!

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><br /><br /><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><img border="0" height="400" s5="true" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEixyU7VOu46sjo62hIERpPHWHuMYv7E_YzITkFWVVAaykWyNLtuLciZa9miAfLhTyvpP7BrnhE-f6gGndpDGkMWjV3s318h8l7N0HuTmdEq7Z-ch8-VD1hZOpXFlXnu_1X4YE1YErWDBXh1/s400/ramadanya1.jpg" width="390" /></div><br /><br /><div style="text-align: justify;">"اقتضت حكمة الله العزيز الحكيم أن يأكل الظالم الباغي ويتمتع في خفارة(1) ذنوب المظلوم المبغي عليه؛ فذنوبه من أعظم أسباب الرحمة في حقِّ ظالمه(2)، كما أن المسؤول إذا رد السائل فهو في خفارة كذبه، ولو صدق السائل لما أفلح من ردَّه(3)، وكذلك السارق وقاطع الطريق في خفارة منع أصحاب الأموال حقوق الله فيها، ولو أَدَّوا ما لله عليهم فيها لحفظها الله عليهم(4).</div><div style="text-align: justify;">وهذا -أيضاً- باب عظيم من حكمة الله، يطَّلع الناظر فيه على أسرار من أسرار التقدير، وتسليط العالَم بعضهم على بعض، وتمكين الجناة والبغاة(5)، فسبحان من له في كلِّ شيء حكمةٌ بالغة وآيةٌ باهرة؛ حتى إِنَّ الحيوانات العادِيَة على الناس في أموالهم وأرزاقهم وأبدانهم تعيش في خفارة ما كسبت أيديهم، ولولا ذلك لم يُسَلَّطْ عليهم منها شيء(6)..</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">(...) ويُحكى أن بعض أصحاب الماشية كان يشوب(7) اللبن ويبيعه على أنه خالص، فأرسل الله عليه سيلاً فذهب بالغنم، فجعل يعجب، فأُتِيَ في منامه، فقيل له: أتعجب من أخذ السيل غنمك؟! إنما هي تلك القطرات التي كنت تُشيب بها اللبن اجتمعت وصارت سيلاً(8).</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">فَقِسْ على هذه الحكاية ما تراه في نفسك وفي غيرك(9)، تعلم حينئذٍ أن الله قائم بالقسط، وأنه قائم على كل نفس بما كسبت، وأنه لا يظلم مثقال ذرة..</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">(...) وتأمَّل الحكمة في حبس الله الغيث عن عباده، وابتلائهم بالقحط إذا منعوا الزكاة وحرموا المساكين، كيف جوزوا على منع ما للمساكين قِبَلَهم من القوت بمنع الله مادة القوت والرزق وحبسها عنهم، فقال لهم بلسان الحال: مَنَعتم الحق فمُنِعْتُم الغيث، فهلا استنزلتموه ببذل ما لله قِبَلكم؟(10)</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">وتأمَّل حكمة الله -تعالى- في صرفه الهدى والإيمان عن قلوب الذين يصرفون الناس عنه، فصدَّهم عنه كما صدُّوا عباده؛ صدًّا بصد، ومنعاً بمنع(11).</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">وتأمَّل حكمته -تعالى- في محق أموال المرابين، وتسليط المتلفات عليها، كما فعلوا بأموال الناس ومحقوها عليهم وأتلفوها عليهم بالربا؛ جوزوا إتلافاً بإتلاف، فقلَّ أن ترى مرابياً إلا وآخرته إلى محق، وقلة وحاجة(12).</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">وتأمَّل حكمته -تعالى- في تسليط العدوِّ على العباد إذا جار قويُّهم على ضعيفهم، ولم يؤخذ للمظلوم حقُّه من ظالمه؛ كيف يُسَلّط عليهم من يفعل بهم كفعلهم برعاياهم وضعفائهم سواء، وهذه سنة الله -تعالى- منذ قامت الدنيا إلى أن تطوى الأرض ويعيدها كما بدأها(13).</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">وتأمَّل حكمته -تعالى- في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأنَّ أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم(14)؛ فإن استقاموا استقامت ملوكهم، وإن عدلوا عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم، وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق، وبخلوا بها عليهم(15)، وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم، أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه، وضَرَبت عليهم المكوس والوظائف(16) وكلُّ ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فعُمَّالهم ظهرت في صور أعمالهم(17)، وليس في الحكمة الإلهية أن يولَّى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم(18).</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">ولما كان الصدرُ الأولُ خيارَ القرون وأبرَّها كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شيبت لهم الولاة(19).</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">فحكمة الله تأبى أن يولى علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر(20)، بل ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم، وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها(21)، ومن له فطنه إذا سافر بفكره في هذا الباب رأى الحكمة الإلهية سائرة في القضاء والقدر، ظاهرة وباطنة فيه كما في الخلق والأمر سواء".</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: left;"><div style="text-align: justify;">العلامة الحافظ: ابن قيم الجوزية رحمه الله</div></div><div style="text-align: left;"><div style="text-align: justify;">"مفتاح دار السعادة" (2/175-178) ط. دار ابن القيم وابن عفان</div></div><div style="text-align: left;"><div style="text-align: justify;">تحقيق: علي الحلبي/مراجعة: بكر أبو زيد رحمه الله</div></div><div style="text-align: justify;">ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<br /><br />الهوامش:</div><div style="text-align: justify;">(1) الخفارة: الذمَّة. "لسان العرب" (خفر).</div><div style="text-align: justify;">(2) وذلك يوم القيامة؛ فيخفف عن ظالمه بسببها.</div><div style="text-align: justify;">(3) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سأل الناس أموالهم تكثُّراً فإنما يسأل جمراً، فليستقل أو ليستكثر" رواه مسلم.</div><div style="text-align: justify;">(4) والجزاء من جنس العمل ظلماً بظلم وبغياً ببغي.</div><div style="text-align: justify;">(5) تمكين كوني لا شرعي، فتنبه.</div><div style="text-align: justify;">(6) قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "[عن] الأصمعي عن أبيه قال: كان شيخ يدور على المجالس ويقول من سره أن تدوم له العافية فليتق الله -عز وجل-. فمتى رأيت -وفقك الله- تكديراً في حال فتذكر ذنباً قد وقع، فقد قال الفضيل بن عياض: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي. وقال أبو سليمان الداراني: من صفا صفي له، ومن كدر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله. وقد روينا عن بعض الصالحين أنه انقطع شسع نعله في عدوه إلى الجمعة، فقال: إنما انقطع لأني لم أغتسل للجمعة". "ذم الهوى" (1/185).</div><div style="text-align: justify;">(7) أي: يخلطه بالماء.</div><div style="text-align: justify;">(8) خلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقي</div><div style="text-align: justify;">واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى</div><div style="text-align: justify;">لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى</div><div style="text-align: justify;">(9) وكم رأينا ونرى عندنا وعند الورى، وإذا عشنا فسنرى!</div><div style="text-align: justify;">(10) هَبْ أيها المسلم الثائر! أن ظلم الحاكم -وحده- منعك رغيف الخبز، وببغيه -فقط- غلا ثمنه عليك، فما الذي منع نزول الغيث من السماء؟!</div><div style="text-align: justify;">(11) نعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى، ومن الغواية بعد الرشد.</div><div style="text-align: justify;">(12) كما قال -تعالى-: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}.</div><div style="text-align: justify;">(13) فلا يغترَّن ظالم بقوَّته، ولا جبَّار بجبروته، فالله أقدر عليه منه على غيره.</div><div style="text-align: justify;">(14) قال الطرطوشي -رحمه الله-: "لم أزل أسمع الناس يقولون: "أعمالكم عمالكم، كما تكونوا يولى عليكم" إلى أن ظفرت به في قوله -تعالى-: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}". "سراج الملوك" (ص:101).</div><div style="text-align: justify;">(15) جاء في "تذكرة الموضوعات" (1/182) للفتني: "إن الله -تعالى- يقول: أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثُمَّ أصيِّر كلاً إلى النار. ومثله: "وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً..." الآية، وقرأت بخط شيخنا: لا أستحضر هذا الحديث، ومعناه دائر على الألسنة، وسبقه الزركشي فقال: لم أجده. "كما تكونوا يولى عليكم أو يؤمر عليكم"، في سنده انقطاع ووضاع هو يحيى بن هاشم، وله طريق فيه مجاهيل، وعند الطبراني في معناه من طريق عمر وكعب والحسن "الناس بزمانهم أشبه منهم آبائهم" من قول عمر -رضي الله عنه-: "الناس على دين ملوكهم" لا أعرفه حديثاً وهو قريب مما قبله، ويتأيد بما للطبراني مرفوعاً: " إن لكل زمان ملكاً يبعثه الله على نحو قلوب أهله فإذا أراد إصلاحهم بعث إليهم مصلحاً وإذا أراد هلكتهم بعث فيهم مترفيهم".اهـ</div><div style="text-align: justify;">قلت: وهذا الحديث المذكور: "كما تكونوا يولى عليكم" وإن كان صحيح المعنى في الأعم الأغلب، إلا أنه ضعيف الإسناد لا يصح رفعه إلى نبي الأمة -عليه الصلاة والسلام-، وانظر لبيان ضعفه: "كشف الخفاء" للعجلوني (2/1997)، و"الفوائد المجموعة" للشوكاني (624)، و"تذكرة الموضوعات" للفتني (182)، وضعفه الألباني في "السلسة الضعيفة" (1/490)، و"ضعيف الجامع" (4275).</div><div style="text-align: justify;">(16) كان يقال: ما أنكرت من زمانك فإنما أفسده عليك عملك.</div><div style="text-align: justify;">وقال عبد الملك بن مروان: ما أنصفتمونا يا معشر الرعية، تريدونا منا سيرة أبي بكر وعمر ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم سيرة رعية أبي بكر وعمر.</div><div style="text-align: justify;">(17) قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فتنة كل زمان بحسب رجاله، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم". وفتن ما بعد ذلك الزمان بحسب أهله، وقد رُوي أنه قال: "كما تكونوا يولى عليكم"، وفي أثر آخر يقول الله -تعالى-: "أنا الله -عز وجل- ملك الملوك، قلوب الملوك ونواصيهم بيدي، من أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشتغلوا بسب الملوك وأطيعوني أعطف قلوبهم عليكم".</div><div style="text-align: justify;">ولما انهزم المسلمون يوم أحد -هزمهم الكفار- قال الله -تعالى-: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم}، والذنوب ترفع عقوبتها بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة".اهـ "منهاج السنة النبوية" (4/328).</div><div style="text-align: justify;">(18) قال العجلوني: "عن الحسن أنه سمع رجلاً يدعو على الحجاج، فقال: "لا تفعل، إنكم من أنفسكم أتيتم، إنا نخاف إن عزل الحجاج أو مات أن يتولى عليكم القردة والخنازير"، فقد روي أن: "أعمالكم عمالكم"، و"كما تكونوا يولى عليكم"، وفي فتاوى ابن حجر: "وقال النجم: روى ابن أبي شيبة عن منصور بن أبي الأسود قال: سألت الأعمش عن قوله -تعالى-: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً}، ما سمعتهم يقولون فيه؟ قال: سمعتهم؛ إذا فسد الناس أمّر عليهم شرارهم، وروى البيهقي عن كعب قال: إن لكل زمان ملكاً يبعثه الله على نحو قلوب أهله، فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحاً، وإذا أراد هلاكهم بعث عليهم مترفيهم. وله عن الحسن: أن بني إسرائيل سألوا موسى عليه الصلاة والسلام، قالوا: سل لنا ربك يبين لنا علم رضاه عنا وعلم سخطه؟ فسأله، فقال: أنبئهم أن رضائي عنهم أن أستعمل عليهم خيارهم، وإن سخطي عليهم أن أستعمل عليهم شرارهم". "كشف الخفاء" (2/127).</div><div style="text-align: justify;">(19) قال المناوي -رحمه الله-: "إذا صلح الناس وبروا وليهم الأخيار، وإذا فسدوا وفجروا وليهم الأشرار". "فيض القدير" (3/246).</div><div style="text-align: justify;">(20) هذا في زمان العلامة ابن القيم -رحمه الله- المتوفى (751هـ) فكيف بزماننا؟!</div><div style="text-align: justify;">(21) قال شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله-: "ذكروا أن رجلاً من الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب جاء إلى علي فقال له: يا علي! ما بال الناس قد تغيروا عليك ولم يتغيروا على أبي بكر وعمر؟</div><div style="text-align: justify;">قال: لأن رجال أبي بكر وعمر أنا وأمثالي، ورجالي أنت وأمثالك". "شرح رياض الصالحين" (1/220).</div></div>

توصيف دقيق وتحليل عميق لواقع الأمة اليوم!!

"اقتضت حكمة الله العزيز الحكيم أن يأكل الظالم الباغي ويتمتع في خفارة(1) ذنوب المظلوم المبغي عليه؛ فذنوبه من أعظم أسباب الرحمة في حقِّ ظ...

التفاصيل »

ما حكم مشاهدة مسلسل "يوسف الصدِّيق"؟

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="http://www.dd-sunnah.net/forum/attachment.php?attachmentid=11103&stc=1&d=1281640383" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="316" s5="true" src="http://www.dd-sunnah.net/forum/attachment.php?attachmentid=11103&stc=1&d=1281640383" width="400" /></a></div><br /><br /><span style="color: blue;">السؤال : هناك مسلسل عن نبي الله يوسف عليه السلام وحياته ، أرجو بيان الحكم الشرعي في هذا الأمر.</span><br /><br /><span style="color: blue;">الجواب: </span><br /><br /><br /><br />الحمد لله<br /><br />أنتج الرافضة مسلسلاً يحكي قصة يوسف عليه السلام وما جرى له في صغره وشبابه وكهولته ، ولم يكفهم ما في دينهم من تحريف وكذب حتى جعلوا ذلك فيما أظهروه من حياة يوسف عليه السلام وزمانه ، فجعلوا حياة يوسف في زمن الفراعنة وليس الأمر كذلك ، وجعلوا الفراعنة موحدين وليس الأمر كذلك ، وحرَّفوا النص القرآني فجعلوا إخوة يوسف هم الذين باعوا أخاهم يوسف وليس الأمر كذلك ، وسوَّقوا لمبدأ الولاية ! من خلال ذلك المسلسل ، في أشياء أخرى كثيرة تدل على خبثهم ومكرهم .<br /><br /><br /><br />وتمثيل شخصية نبي أو صحابي ، أمر منكر ، وفيه مخالفات ومفاسد كثيرة ، وها نحن نرى الآن مفسدة عظيمة وهي تعلق المشاهد بشخصية الممثل ، والخلط بين ذلك وبين المحبة الشرعية للنبي ، وما ذاك إلا بسبب حركات وكلمات ذلك الممثل الذي تجرأ ليمثِّل دور ذلك النبي الجليل ، وبسبب ضعف الإيمان عند المشاهد ، حتى إنه ليتعرض للفتن بنفسه ويمشي إليها برجليه .<br /><br /><br /><br />سئل علماء اللجنة الدائمة عن:<br /><br />حكم تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة والتابعين رضي الله عنهم ؟ وعن تمثيل الأنبياء وأتباعهم من جانب ، والكفار من جانب آخر؟.<br /><br /><br /><br />فأجابوا:<br /><br />أولاً: إن المشاهد في التمثيليات التي تقام ، والمعهود فيها : طابع اللهو ، وزخرفة القول ، والتصنع في الحركات ، ونحو ذلك مما يلفت النظر ، ويستميل نفوس الحاضرين ، ويستولي على مشاعرهم ، ولو أدى ذلك إلى لي في كلام من يمثله ، أو تحريف له ، أو زيادة فيه ، وهذا مما لا يليق في نفسه ، فضلا عن أنه يقع تمثيلا من شخص ، أو جماعة للأنبياء وصحابتهم وأتباعهم فيما يصدر عنهم من أقوال في الدعوة والبلاغ ، وما يقومون به من عبادة وجهاد أداء للواجب ونصرة للإسلام . <br /><br /><br /><br />ثانياً : إن الذين يشتغلون بالتمثيل يغلب عليهم عدم تحري الصدق ، وعدم التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة ، وفيهم جرأة على المجازفة ، وعدم مبالاة بالانزلاق إلى ما لا يليق ، ما دام في ذلك تحقيق لغرضه من استهواء الناس وكسب للمادة ومظهر نجاح في نظر السواد الأعظم من المتفرجين ، فإذا قاموا بتمثيل الصحابة ونحوهم أفضى ذلك إلى السخرية والاستهزاء بهم ، والنيل من كرامتهم ، والحط من قدرهم ، وقضى على مالهم من هيبة ووقار في نفوس المسلمين.<br /><br /><br /><br />ثالثا: إذا قدِّر أن التمثيلية لجانبين ، جانب الكافرين كفرعون وأبي جهل ومن على شاكلتهما ، وجانب المؤمنين كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وأتباعهم : فإن من يمثِّل الكافرين سيقوم مقامهم ويتكلم بألسنتهم ، فينطق بكلمات الكفر ويوجه السباب والشتائم للأنبياء ويرميهم بالكذب والسحر والجنون ... إلخ ، ويسفه أحلام الأنبياء وأتباعهم ويبهتهم بكل ما تسوله له نفسه من الشر والبهتان ، مما جرى من فرعون وأبي جهل وأضرابهما مع الأنبياء وأتباعهم ، لا على وجه الحكاية عنهم ، بل على وجه النطق بما نطقوا به من الكفر والضلال ، هذا إذا لم يزيدوا من عند أنفسهم ما يكسب الموقف بشاعة ، ويزيده نكراً وبهتاناً ، وإلا كانت جريمة التمثيل أشد ، وبلاؤها أعظم وذلك مما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من الكفر وفساد المجتمع ونقيصة الأنبياء والصالحين . <br /><br /><br /><br />رابعاً : دعوى أن هذا العرض التمثيلي لما جرى بين المسلمين والكافرين طريق من طرق البلاغ الناجح ، والدعوة المؤثرة ، والاعتبار بالتاريخ : دعوى يردها الواقع ، وعلى تقدير صحتها ، فشرها يطغى على خيرها ، ومفسدتها تربو على مصلحتها ، وما كان كذلك يجب منعه والقضاء على التفكير فيه.<br /><br /><br /><br />خامساً : وسائل البلاغ والدعوة إلى الإسلام ونشره بين الناس كثيرة ، وقد رسمها الأنبياء لأممهم وآتت ثمارها يانعة ؛ نصرة للإسلام ، وعزة للمسلمين ، وقد أثبت ذلك واقع التاريخ فلنسلك ذلك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، ولنكتف بذلك عما هو إلى اللعب ، وإشباع الرغبة والهوى أقرب منه إلى الجد وعلو الهمة، ولله الأمر كله من قبل ومن بعد وهو أحكم الحاكمين.<br /><br /><br /><br />الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.<br /><br />"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/268-270).<br /><br />وللأهمية ينظر قرار مجمع الفقه الإسلامي في حكم تمثيل الأنبياء والصحابة في جواب السؤال رقم (163107).<br /><br />وينظر جواب السؤال رقم (125535) في حكم مشاهدة المسلسلات.<br /><br /><br /><br /><div style="text-align: left;">المصدر: موقع</div><div style="text-align: left;">الإسلام سؤال وجواب</div><div style="text-align: left;">www.islamqa.com/ar</div></div>

ما حكم مشاهدة مسلسل "يوسف الصدِّيق"؟

السؤال : هناك مسلسل عن نبي الله يوسف عليه السلام وحياته ، أرجو بيان الحكم الشرعي في هذا الأمر. الجواب: الحمد لله أنتج الرافضة مسلسلاً يحكي ق...

التفاصيل »

تطرف السلفية والعودة بالبلد إلى الوراء

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><img border="0" height="300" s5="true" src="http://i13.servimg.com/u/f13/14/63/87/35/ouoouo15.jpg" width="400" /></div><br /><br /><div style="text-align: justify;">بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،</div><div style="text-align: justify;"></div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">فقد تردد هذا التعبير في الآونة الأخيرة وخصوصاً بعد أحداث الكنيسة، حيث سلطت وسائل الإعلام الضوء على بعض دعاة السلفية، وكأن الدنيا نامت نومة طويلة ثم استيقظت فجأة على وجودهم وخطرهم، حتى عبّر بعض الإعلاميين على أن السلفيين قد اكتسحوا نصف البلد، وتخوَّف البعضُ من أن تكون الحملة الإعلامية مقدِّمة لاعتقال قادة السلفيين، وتوطئة لانتهاء شهر العسل -كما يصفون- بين النظام والتيار السلفي ومحاولة لتوريطه في أحداث الكنيسة، أو دفعه لارتكاب صور من العنف والتحوُّل من السلمية والعلنية إلى عمل تنظيمي مسلح.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">والعجيب في الأمر أن يتنادى كثير من الليبراليين والعلمانيين والديمقراطيين، الذين يقولون بالرأي والرأي الآخر، وبعضهم يعلن أنه على استعداد لأن يبذل روحه ثمناً لأن تقول رأيك، ولكنهم يقفون مع السلفيين موقفاً آخر؛ فتراهم يسْتَعْدون الدولة لقصف رقاب السلفيين وإبادتهم!! حتى لا يبقى لهم حس ولا خبر؛ وذلك لأنهم أخطر عند المثقفين والتنويريين والمبدعين من كل صور الكفر والباطل والضلال التي تعج بها الحياة، والتي وردت في الكتاب والسُنة موصوفةً بالإجرام؛ وبأنها السبب في دمار البلاد والعباد، ولعل الدافع لذلك هو العداء بين الكفر والإيمان والباطل والحق والسُنة والبدعة وبين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">وقد يكون السبب سحب البساط من تحت أقدام العلمانيين والشيوعيين، رغم تملكهم وسائل الإعلام وأدوات التوجيه، ومهما يكن من أمر فسيبقى الاتهام بتطرف السلفية والعودة بالبلد إلى الوراء يتطلب الوقوف مع كل كلمة؛ حتى نستبين مواضع الأقدام، ونعرف من المتطرف بحق، ومن الذي يدمر البلد، ولا يكتفي بإعادتها إلى الوراء؟ وننكف عن إرسال التهم على عواهنها.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">ولذلك كانت هذه الوقفات:</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;"><span style="color: blue;">أولاً: ما معنى التطرف والغلو؟ وما هو العدل والاعتدال؟ ومن الذي يُمسك بيده الميزان؟</span></div><div style="text-align: justify;">مجاوزة الحد قد تكون إفراطاً أو تفريطاً، غلواً أو جفواً، والعدل أساس الملك وبه قامت السموات والأرض، قال -تعالى-: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى</span>}</span> [المائدة:8]، وقد أمر -سبحانه- بالعدل، ونهى عن الظلم حتى مع الكافر، والظلم ظلمات يوم القيامة؛ ولذلك حرمه -سبحانه- على نفسه، وجعله بين العباد محرماً فقال: <span style="color: #274e13;">"وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا"</span> [رواه مسلم]</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">- وقد شاع استخدام مصطلح التطرف، وصار يُطلق على الملتحي والمنقبة والمحجبة، وعلى من يطالب بالرجوع للكتاب والسُنة، وتطبيق شرع الله، ويرفض الرقص والاختلاط ومصافحة النساء الأجنبيات!! وترى المتبرجة تتهم المحجبة بالتطرف!! والعلماني والليبرالي والديمقراطي والشيوعي كلهم يتهم من يطالب بتطبيق شرع الله بالتطرف!! والأمريكان يتهمون المسلمين بالتطرف، وربما استخدموا المترادفات مثل الأصوليين والظلاميين والرجعيين والمتخلفين والإرهابيين!!</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">وهكذا صار الحبل على الغارب، وصار القاضي جَلاَّداً، وصارت هذه المصطلحات في قمة الابتذال، وإلا فهل من انطمست بصيرته، وسفهت نفسه، وضل عقله، وأظلم قلبه يصلح لأن يكون مقياساً وميزاناً؟! فالحق والنور والهُدى يُعرف من خلال الرجوع لكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ</span>}</span> [الشورى:52]، وقال -جل وعلا-: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا</span>}</span> [الأنعام:122]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: <span style="color: #274e13;">"تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ"</span> [رواه مسلم].</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">- وتبعاً لهذا الميزان فإن الذي يوصف بالتطرف الحليق لا الملتحي، والمتبرجة لا المنقبة، والليبرالي والديمقراطي والعلماني لا الذي يطالب بتطبيق شرع الله، والأمريكاني واليهودي والنصراني لا المسلم، لا أدرى لماذا أتذكر دائماً ما يفعله الصغار إذا شتمهم أحد فإنهم يسارعون بالقول: «من يَشتِم يَشتم نفسَه، ومن يَسُب يَسبُ نفسه»، <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ</span>}</span> [يونس:23].</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">- فالحق مقبول من كل من جاء به، والباطل مردود على صاحبه كائناً من كان، والحق ما وافق الكتاب والسُنة. وهذا قمة الاعتدال والاتزان، وهو حرىٌ بإمساك الميزان لضبط الأقوال والأفعال، لا العاصي الفاجر أو الملحد الزنديق.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;"><span style="color: blue;">ثانياً: السلف هم الصحابة، ومن تابعهم بإحسان من سائر قرون الخيرية وأئمة الدين العدول</span>، والسلفيون من تابعوهم على هذا الفهم إلى يومنا هذا من أهل السُنة والجماعة، <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ</span>}</span> [آل عمران: 106]، قال ابن عباس: «تبيض وجوه أهل السُنة والجماعة، وتسوَدُّ وجوه أهل البدعة والفُرقة».</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف وما لم يكن يومئذ ديناً فليس اليومَ ديناً، ولن يصلح آخرُ هذه الأمة إلا بما صلح به أوَّلُها. وهذا هو مقياسنا لفهم الكتاب والسُنة.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">فالضابط عندنا ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، والصحابة الكرام -رضي الله عنهم أجمعين-؛ فهُم عن عِلْمٍ وقفوا، وببصرٍ نافذٍ كَفُّوا، وقد كانوا أبرَّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقّها علماً، وأقلَّها تكلفاً.</div><div style="text-align: justify;">فلا تصلح الصوفية، ولا الشيعة، ولا الخوارج، ولا المعتزلة، فضلاً عن اليهود والأمريكان، والعلمانيين، والشيوعيين، ميزاناً ومقياساً، ولا ضابطاً للأقوال والأفعال.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">- ونحن لا نفاصل ولا نساوم على هذا المنهج الإيماني؛ فقد وصفهم -سبحانه- بقوله: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ</span>}</span> [آل عمران:110]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: <span style="color: #274e13;">"خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"</span> [متفق عليه].</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">والقواعد التي كانوا عليها معصومة بعصمة الكتاب والسُنة، أما هم فلم يكونوا معصومين -رضوان الله عليهم أجمعين-، قال -تعالى-: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ</span>}</span> [التوبة:100].</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;"><span style="color: blue;">ثالثاً: من سمات المنهج السلفي التقدم لا الرجوع إلى الوراء، وذلك فيما يقبل التقدم والتحضر والتطور.</span></div><div style="text-align: justify;">فلا مانع عندنا من صنع الصاروخ، وركوب الطائرة، وامتلاك السلاح النووي. والعلومُ النافعةُ كالزراعة والصناعة والهندسة والطب تؤخذ مِن كل مَنْ أفلح فيها، أما علوم الهداية فلا تؤخذ إلا من الكتاب والسُنة، ولذلك فنحن نفرق جيداً بين العبادات والمعاملات؛ فالعبادات الأصل فيها التوقيف والحظر، أما المعاملات فالأصل فيها الإباحة إذا روعيت ضوابطها الكلية.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">نريد إقامة حضارة على منهاج النبوة، وعلى أساس تعبيد الدنيا بدين الله، قال -تعالى-: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ</span>}</span> [الإسراء:9]، أي للتي هي أَسَدُّ وأعْدَل، وقال -سبحانه-: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ</span>}</span> [البقرة:63]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: <span style="color: #274e13;">"الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ"</span> [رواه مسلم]، وقال -عليه الصلاة والسلام-: <span style="color: #274e13;">"إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ"</span> [رواه أحمد، وصححه الألباني].</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">القرن الحادي والعشرون لا يمنع من تطبيق شرع الله، والتطوُّرُ والتحضرُ لا يعني الاستهزاء باللحية والنقاب، ومواجهة الأزمات والمشكلات لا تعني تطبيقَ الديمقراطية والانسلاخَ من دين الله.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">لقد عاشت الأمة أزهى عصورها في ظلال الشريعة، ثم لما تنكَّبتْ الصراطَ صارت كاليتيم على موائد اللئام، وصار البعض حرباً على إسلامه ودينه؛ يريد دولة مدنية تحتكم لآراء البشر وترفض حكمَ خالق البشر، ويستورد ديمقراطية يونانية ظلامية رجعية متخلفة بدلاً من العمل بإسلامه الذي رضيه لنا ربُّنا ديناً.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">طائفة من جلدتنا وتتكلم بلساننا صارت كالببغاوات تقلد الغرب تارة، والشرق تارة أخرى، وتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، يصدق عليها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "<span style="color: #274e13;">لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ"</span> [متفق عليه]، والحديث من دلائل نبوته -صلوات الله وسلامه عليه-.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;"><span style="color: blue;">رابعاً: الحضارة التي يعيشها الغرب هي حضارة القلق</span>، والبشرية اليوم مازالت أشبه بأطفال يلعبون بساحل البحر وهم يجهلون أعماقه، ونحن قوم لا نقبل تخييل الأعداء، ولا استيراد البضائع الفاسدة المتخلفة كالديمقراطية والليبرالية والعلمانية.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">- فماضينا هو أفضل عصورنا، وهو لا ينفصل عن حاضرنا ومستقبلنا، وهذه هي الأصالة التي لا تنفصل عن المعاصرة، والثبات على المبدأ، فلسان الحال والمقال ينطق «رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً».</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">وليس في واقع الأفراد والأمم والجماعات المنسلخة عن الإسلام -قديماً وحديثاً- ما يُبْهِر، فقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم شعيب انتقلوا إلى الله غير مأسوف عليهم، رغم أنهم شيدوا المصانع، وأقاموا الحصون، وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً، قال -تعالى-: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ</span>}</span> [العنكبوت:40]، وقال -جل وعلا-: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِين</span>}</span> [القصص:58]، وقال -تعالى-: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ</span>}</span> [هود:102]، وقال -سبحانه-: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا</span>}</span> [الإسراء:16].</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">وفرعون وقارون وهامان، بُسِط لهم في الجاه والسلطان، فما أغنى عنهم جُمْعُهم وما كانوا يكسبون، فقد غرق فرعون الذي كان يدعي أن الأنهار تجري من تحته فأجراها ربنا من فوق رأسه، ومات يوم مات وهو يقول: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ</span>}</span> [يونس:90]، فقيل له: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ . فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً</span>}</span> [يونس:91، 92]، وقال -سبحانه- بشأن قارون: <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ</span>}</span> [القصص:81].</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">وإذا انتبهت إلى الغرب والأمريكان فستجد التلويح بحرب صليبية جديدة، واتهام الإسلام بالإرهابية، وشن الحروب على المسلمين في أفغانستان والعراق وفلسطين؛ انتهاك أعراض، وقتل للشيوخ الرُكع، والأطفال الرُضع، وفرْضٌ للديمقراطية اللواطية، والحريات العفنة. فهل هذا هو التطور الذي ننشده؟!</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">ومتى كان الرقص والغناء والاختلاط والعُرى والخلاعة وارتداء البدلة عنواناً لتقدم الشعوب ؟!</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">يا قوم: ما تقدم من تقدم إلا بطاعة الله، وما تأخر من تأخر إلا بمعصية الله، ما قيمة أن نكسب الدنيا ونخسر الآخرة، وما قيمة أن نرضي الغرب بسخط خالق الأرض والسموات؟!</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;">إن المعصية هي لذة ساعة وألم دهر، ومن السفه أن يبيع الإنسانُ دينَه بدنيا لا بقاء لها ولا وفاء، وأشد سفهاً من يبيع دينه بدنيا غيره.</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: center;">نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ::: فلا ديننا يبقى ولا ما نرقعه</div><div style="text-align: center;">فطوبى لعبد آثر الله ربه ::: وجاد بدنياه لما يتوقعه</div><div style="text-align: justify;"><br /><br /></div><div style="text-align: justify;"><span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ</span>}</span> [غافر:39]، <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ</span>}</span> [الأحقاف:31]، واستقيموا يرحمكم الله، <span style="color: red;">{<span style="color: #274e13;">فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُور</span>ُ}</span> [لقمان:33].</div><div style="text-align: justify;">وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.</div><br /><br /><div style="text-align: left;">المصدر: موقع الشيخ سعيد عبد العظيم</div><div style="text-align: left;">www.al-fath.net</div><div></div><br /><br /><strong><span style="color: black; font-family: Arial;"></span></strong><br /><br /><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><img border="0" q6="true" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj6PGT3cjImKObjYVN8M1byOwIKNRpU8sz0ttdhmq5b-q47-PcjqsTTbt-WPJhMImoSLJk-bW25wbTgJbpyV4KPzaBbO_C4ZogiiLvGEIYgjZcWXIemKv9tqCjrQIK5vo3nMBZnjMoT7C6X/s1600/bassaer_relatedpost.png" /></div><div style="text-align: right;"><img alt="PostHeaderIcon" height="32" src="http://lh4.ggpht.com/_eu2TjxxbQog/TV2bC2grgMI/AAAAAAAAAx4/peBcK37obFc/s320/PostHeaderIcon.png" style="border-bottom-style: none; border-left-style: none; border-right-style: none; border-top-style: none; margin: 0px; vertical-align: middle;" width="32" /><span class="Apple-converted-space"> </span><a href="http://bassaer.blogspot.com/2011/01/blog-post_06.html" style="color: #002752; font-family: 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif; font-size: 31px; font-style: normal; font-weight: bold; letter-spacing: 0px; margin: 0px; text-align: center; text-decoration: none; text-transform: uppercase;">الدعوة السلفية.. وخفافيش الظلام</a></div><div style="text-align: right;"><img alt="PostHeaderIcon" height="32" src="http://lh4.ggpht.com/_eu2TjxxbQog/TV2bC2grgMI/AAAAAAAAAx4/peBcK37obFc/s320/PostHeaderIcon.png" style="border-bottom-style: none; border-left-style: none; border-right-style: none; border-top-style: none; margin: 0px; vertical-align: middle;" width="32" /><span class="Apple-converted-space"> </span><a href="http://bassaer.blogspot.com/2011/02/blog-post_13.html" style="color: #002752; font-family: 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif; font-size: 31px; font-style: normal; font-weight: bold; letter-spacing: 0px; margin: 0px; text-align: center; text-decoration: none; text-transform: uppercase;">توصيات المؤتمر السلفي حول ما يجري بمصر</a><a href="http://bassaer.blogspot.com/2011/02/blog-post_5191.html" style="color: #002752; font-family: 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif; font-size: 31px; font-style: normal; font-weight: bold; letter-spacing: 0px; margin: 0px; text-align: center; text-decoration: none; text-transform: uppercase;"></a><br /><br /><img alt="PostHeaderIcon" height="32" src="http://lh4.ggpht.com/_eu2TjxxbQog/TV2bC2grgMI/AAAAAAAAAx4/peBcK37obFc/s320/PostHeaderIcon.png" style="border-bottom-style: none; border-left-style: none; border-right-style: none; border-top-style: none; margin: 0px; vertical-align: middle;" width="32" /><span class="Apple-converted-space"> </span><a href="http://bassaer.blogspot.com/2011/01/blog-post_30.html" style="color: #002752; font-family: 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif; font-size: 31px; font-style: normal; font-weight: bold; letter-spacing: 0px; margin: 0px; text-align: center; text-decoration: none; text-transform: uppercase;">بيان الدعوة السلفية بخصوص الأحداث الأخيرة بمصر</a></div><div></div></div>

تطرف السلفية والعودة بالبلد إلى الوراء

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد، فقد تردد هذا التعبير في الآونة الأخيرة وخصوصاً بعد أحدا...

التفاصيل »